روائع مختارة | واحة الأسرة | قضايا ومشكلات أسرية | فتياتنا...والخوف من الزواج!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > قضايا ومشكلات أسرية > فتياتنا...والخوف من الزواج!


  فتياتنا...والخوف من الزواج!
     عدد مرات المشاهدة: 2287        عدد مرات الإرسال: 0


عشُّ الزوجيَّة أو كما يَحلو للبعض أنْ يسموهُ القفص الذَّهبي، الذي يجمع الشابَّ والفتاة على الحبِّ والتَّفاهم، وما أنْ يتقدَّم الشابُّ للفتاة، فتجد الأُنس والسُّرور على أهلها وذويها، وتختلط المشاعر لدى الفتاة بين الفَرَحِ والخوف، والإضطراب والسعادة، فتكون في خلال فترة الخطوبة في دوَّامَة، هل سأسعدُ معه؟ هل يتوافق فكره مع فكري؟ هل، وهل، وهل؟ وغيرها من الإستفهامات التي تبدأ تَجول بفكْرِ الفتاة، ثم لا تلبث أنْ تقدِّم رفضها للشاب، دون أن تُبرِّر الأسباب الحقيقيَّة للرفض، مِمَّا يجعل الأهل في حَيْرة من أمرهم.

¤ أسباب خوف الفتيات من الزواج:

بدايةً مع أ. روحي عبدات الاختصاصي النفسي والتربوي، الذي يُوضح جملة من الأسباب حول خوف الفتيات من الزواج، فيقول: دَرَجَتْ ظاهرة الخوفُ من الزَّواج عند الفتيات في مُجتمعاتنا العربيَّة، فَتَرى الفتاة على الرَّغم من أنَّها تطمح إلى فارس أحلامِها، الذي يأخذها بعيدًا إلى عالمٍ أجمل وأفضل، وتبني معه حياتَها الزوجيَّة، إلاَّ أنَّها في نفس الوقت تراها مُتردِّدة حائرة تجاه الإقدام على هذه الخُطوة التي تعتبرها شرًّا لابد منه، ولا يقتصر هذا التردد على مرحلة ما بعد الخِطبة، فنرى الكثير من الفتيات يَملْن إلى فَسْخ الخُطوبة بالتذرُّع بحجج واهيَة، وكثرة الطَّلبات غير المنطقيَّة من الخطيب، والتي تُؤدِّي إلى عدم تفاهُم الطرفين، ومن ثمَّ الإنفصال قبل أن يتمَّ الزَّواج، وحقًّا، إنَّ هذه الظاهرة بحاجَةٍ إلى دِراسة مُستفيضة والوقوف حول أسبابِها ودوافعها، ولعلَّنا هنا نُحاول التَّطرُّق إلى أسبابها المحتملة، وتقديم بعض الإرشادات والنصائح التي تُخفِّفُ من حدَّتِها.

إنَّ خوف الفتاة من الزواج يعبر في كثير من الأحيان عن الخوف من نتائج هذا الزواج، خاصَّة بعد الإطلاع على مُشكلات الكثير من الفتيات والصديقات اللاتي تزوَّجْن، وحالات الطلاق المُبكِّر بعد فترة وجيزة من الزواج، فتميل الفتاة إلى الرَّغبة في عدم تكرار ما حدث لصديقاتها، لأن كلمة مطلقة ليست أمرًا هينًا عليها، بل تظلُّ تَجني عواقبها على مَدى العمر، وتَجد من الصَّعب عليها أن تجد زوجًا آخر بعد مرحلة الطَّلاق، لذلك فيعتبر الفشل في هذه التجربة الأولى هو فشل في الحياة بشكل عام، ولا تريد الفتاة هذا الفشل المبكِّر الذي سيدمر حياتَها، وبالمُقابل فإنَّنا نجد الشاب قادرًا على الزَّواج مرَّة أخرى بعد الطَّلاق، دون أن تلاحقه وصمة العار كما هو عليه الأمر بالنسبة للفتاة، لذلك فإن إرتفاع نسبة الطلاق هو سَبَبٌ رئيس في هذا التخوف من الزواج.

عامل آخر يرجع إلى العلاقة الوطيدة والعميقة التي تبنيها الفتاة مع أبيها لدرجة أنَّها تتمثل شخصيَّته وسلوكيَّاته، وبالمقابل تبتعد فيه عن أمِّها على إعتبار أنَّها منافستها في أبيها، هذا السلوك الذي قد يصل إلى حدِّ الإضطراب قد يمنع الفتاة من الزواج، حيث يمثل الزواج بالنسبة لها إثارة، لتعلقها بأبيها وصراعها مع والدتها.

إفتقاد السكن العاطفي:

ويُضيف أ. روحي عبدات، فيقول: وقد تكون عدم قُدرة الفتاة على إقامة العلاقة العاطفية مع الجنس الآخر سببًا من هذه الأسباب، فالقدرة على التعبير عن العواطف والإنفعالات ضرورية لبناء الشراكة بين الطَّرفين والثِّقة المتبادلة، فإذا كانت الفتاة غيرَ ناضجة إنفعاليًّا، ولا تمتلك مُقومات الانخراط في علاقة عاطفيَّة مع شريك حياتها، فإنَّ ذلك سيشكل عائقًا أمام الإستمرار في العلاقة الزوجيَّة، وقد يقود البرود العاطفي في مَرحلة الخِطبة إلى فسخها في وقت مُبكِّر، لأنَّ الزواج ليس مُجرد مُمارسة جنسيَّة، بل هو سَكَنٌ عاطفيٌّ ووجداني، ومشاعر مُشتركة بين الطَّرفين يَجب أن ترقى إلى مُستوى هذه العلاقة الإنسانيَّة الحسَّاسة، فإذا لم تلْمَس هذه العلاقة الحسَّاسة الإنفعاليَّة المطلوبة فشلت في الإستمرار.

ويلعب مدى الوَعي في الأمور الجنسيَّة دورًا هامًّا أيضًا، فالفتاة قد تَمتلك معلومات مُعيَّنة عن الزواج، وعن المُمارسة الجنسيَّة، حصلت عليها من مصادرَ غير صحيحة، تجعلُها تشمئزُّ من هذه العلاقة، وما يرتبط بِها من حمل وأعباء أُسريَّة، خاصَّة إذا صورتها لها الأخريات اللاتي فَشَلْنَ في الزَّواج على أنَّ الزواج عِبارة عن حُكم قسري، ومُجرد تلبية لطلبات الزَّوج وشهوته.

إضافة إلى عناصرِ التَّخوُّف من فقدان العذريَّة التي قد تنتاب بعض الفتيات، نتيجة الأنشطة الرياضية التي مارستها الفتاة في مراحل مُبكِّرة من العمر كركوب الخيل أو الدَّرَّاجة، مما يجعل الفتاة تَخاف من الفضيحة والإقدام على الزَّواج، لإنكشاف أمرٍ قد يكون غير موجود في الأصل، إضافة إلى ميلِ عدد قليل من الفتيات إلى الجنسيَّة المثليَّة، مما يمنعهن من إقامة علاقة مع الجنس الآخر، وهو سلوك مرضيٌّ بحاجَةٍ إلى علاج، ناهيك عن تعرُّض الفتاة في مراحل مبكرة من العمر للصَّدمات النفسيَّة، كالتعرُّض للتحرُّش الجنسي والإعتداء من الآخرين، الأمر الذي يجعلها تكره مُجتمع الرجال، وتعمم على أنَّهم كلهم سيِّئون، وعدم قدرتها على إقامة شراكة مع أحدهم، لأن الزواج يذكرها بخبراتها السابقة في مراحل مُبكِّرة من العمر، وبالتالي فإنَّها لا ترغب في خَوض هذه التَّجربة التي تذكِّرها بالماضي، ناهيك عن فَشلها أحيانًا في تجربة عاطفيَّة أقامتها مع أحد الشبَّان، الأمر الذي عرضها لصدمة تستمر لسنوات، فتُعرض عن الزواج، خوفًا من عدم تكرار هذه التجربة، التي إعتبرت نفسَها ضحيَّة لها.

علاج الخوف:

ثم يسترسل أ.روحي عبدات موضحا طرق العلاج بقوله: إن من أهم طرق علاج خوف الفتيات من الزواج هو التربيةَ الجنسية، التي ترتكز على الأخلاق الفاضلة القويمة والنابعة من روح ديننا الإسلامي، وتزويد الفتاة بالمعلومات الصحيحة عن العلاقة الزوجية والجنسية، وتصحيح الصور المشوهة عن هذه العلاقة، إضافة إلى توعية الفتاة وحمايتها من الوقوع في إقامة علاقات خارج حدود الشرع، والإنخراط في التجارب العاطفية، ووضع التوقعات العالية عن زوج المستقبل الذي ينبغي أن يوفر لها كل أسباب الحياة الرغيدة، إضافة إلى توطيد الفتاة لعلاقتها مع والدتها التي تعتبر نموذجها الأعلى وقدوتها، والتي تكتسب منها دورها الإجتماعي في الحياة، دون أن يكون هناك إرتباط مبالغ فيه مع الأب قد يقود إلى صراع خفي مع الأم، وتلعب الدورات التحضيرية للأزواج الشابة في مرحلة الخطوبة وما قبل الزواج دورًا هامًا في الإعداد للحياة الزوجية والتهيئة لها، وتحديد الأدوار والمسؤوليات المطلوبة من كل طرف، وهذا الأمر يقلل من الطلاق المبكر، والصدمات التي تحدث في المراحل الأولى من الزواج.

إحجام الفتاة عن الزواج:

وتؤكد أ. منيرة بنت إبراهيم العبد الهادي رئيسة القسم النِّسائي بمركز التنمية الأسرية بالأحساء على أن الخوف طبيعيٌّ، لكنْ إنْ سبَّبَ إحجامًا لدى الفتاة فلا بد من مَعْرفة الأسباب، بقولها: لا شكَّ أن الفتاة تنتظر اليوم الذي تتزوج فيه، وتكوِّن أسرة، لتشعر بالإستقرار والأمان، وحينما يكون هناك قلق من الإقدام على هذه الحياة الجديدة، فهذا طبيعي ما لم يتجاوز الوضع المعقول، أمَّا عندما تحجم الفتاة عن الزواج وترفض، فهذا يحتاج إلى وقفة مراجعة للأسباب، وتفهم حتَّى تتخلص منها.

ومن الأسباب الشائعة عند الفتيات: الخوف من الزواج:

1= لأنَّها غيرُ مُستعدَّة له، وكون الزواج مسؤوليَّة.

2= الخوف من عدم القُدرة على التَّكيُّف مع الطرف الآخر.

3= الخوف من أن يكون الزوج رجلاً غيرَ مناسب، وغير مُتوافق في الميول والطباع.

4= الخوف من المشاكل الأُسريَّة.

5= الخوفُ من الفشل.

تعلم المهارات الزوجية:

ثم تُضيف أ. منيرة العبد الهادي، موضحة جملةً من الحلول لهذه المشكلة بقولها: بدايةً، يَجبُ أن تعلم الفتاة: أنَّ الحياة الأسرية لا تسلم من مُنغِّصات، ولو سلم منها بيت لسلم منها بيت خير الخلق صلى الله عليه وسلم ثُم إنَّ الحياة المثاليَّة الخاليَة من الصُّعوبات والمشكلات لا تُوجد إلاَّ في الخيال، وتأسيسُ علاقة زوجيَّة جيدة، والمحافظة عليها يتطلب وقتًا وإرادة قويَّة، ولكي تنجح العلاقة الزوجية يجب أن تُقدِم الفتاة على الزواج بمعرفة المفهوم الصحيح له، وأن تجعل له الأولويَّة في حياتها حاضرًا ومُستقبلاً، وهناك مهارات يُمكن تعلُّمها وتنميتها، لتصنع علاقة زوجيَّة إيجابيَّة مُرضية، كما أنَّ الاطلاع ومعرفة ما تتطلبه الحياة الزوجيَّة مهمٌّ قبل الدخول بها، حتَّى تساعد على إزالة الرهبة من الزواج.

الكاتب: تهاني السالم.

المصدر: شبكة الألوكة.